منعت السلطات التركية إقامة حفل للمغني الفرنسي من أصل جزائري يهودي، إنريكو ماسياس، كان مقررًا في إسطنبول يوم الجمعة 5 سبتمبر 2025، وذلك بعد دعوات واسعة للاحتجاج على مواقفه المؤيدة لإسرائيل.
وأعلنت بلدية إسطنبول عن إلغاء الحفل الذي كان سيُقام في حي شيشلي، مشيرة إلى أن الدعوات المكثفة للاحتجاج ضد الحفل قد تضع المحتجين في موقف قانوني غير عادل وتسبب مظالم. ويُذكر أن ماسياس (86 عامًا) قد عبّر عن دعمه لإسرائيل في مناسبات عديدة، وشارك في فعاليات مؤيدة لها، مما أثار استياءً في الأوساط التركية، خاصة في ظل تصاعد التوترات بين تركيا وإسرائيل بسبب العمليات العسكرية في غزة. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، أعرب ماسياس عن دهشته وحزنه العميق لعدم تمكنه من لقاء جمهوره التركي، مؤكدًا أنه لطالما شاركهم قيم السلام والأخوة. وكان إنريكو ماسياس ممنوعًا من دخول الجزائر كذلك منذ عقود، رغم كونه من مواليد قسنطينة سنة 1938، وكان يُعدّ من أبرز الأصوات التي غنّت للجزائر في بداياته الفنية. غير أن مواقفه المعلنة والداعمة لإسرائيل، خاصة دعمه العلني للجيش الإسرائيلي وزياراته المتكررة لتل أبيب، أثارت غضبًا واسعًا في الجزائر.
واعتبرت السلطات الجزائرية، وحتى قطاعات من الرأي العام، أن مواقفه خيانة للقضية الفلسطينية ولا تتماشى مع الموقف التاريخي للجزائر الداعم لحقوق الشعب الفلسطيني، ما جعله شخصية غير مرغوب فيها رغم محاولاته المتكررة للعودة إلى بلده الأصلي للمشاركة في مهرجانات أو زيارات رمزية. وكانت أيضا مناسبة له ليعبر في عدة مناسبات عن حزنه لعدم تمكنه من زيارة الجزائر، وادّعى أن هدفه فني وإنساني، لكن ملفه ظلّ شائكًا سياسيًا وثقافيًا بسبب خلفياته ومواقفه. كما تجدر الإشارة إلى أن تركيا خطت في نفس نهج الجزائر وأوقفت جميع أشكال التبادل التجاري مع إسرائيل، ودعت إلى فرض عقوبات دولية عليها، معتبرة أن ما يحدث في غزة يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، وهو ما تنفيه إسرائيل.