أحيت بولندا ذكرى مجزرة فولهينيا، في مناسبة رسمية حضرها كبار المسؤولين البولنديين، حيث عبّروا عن ألم وصدمة الأمة البولندية من الفظائع التي ارتُكبت خلال الحرب العالمية الثانية على يد القوميين الأوكرانيين ضد المدنيين البولنديين.
وتُعد مجزرة فولهينيا، التي وقعت بين عامي 1943 و1945، واحدة من أكثر الصفحات دموية في تاريخ العلاقات البولندية الأوكرانية، حيث قُتل ما يُقدر بـ 100 ألف بولندي، معظمهم من المدنيين، في هجمات شنها جيش المتمردين الأوكراني (UPA). وخلال المراسم، شدّد الرئيس البولندي أندريه دودا على ضرورة الاعتراف التاريخي بهذه الجرائم، وقال أنه لا يمكن للمصالحة الحقيقية أن تقوم دون الحقيقة. نحن نمد يد الصداقة إلى أوكرانيا، لكن دون نسيان الدماء التي سُفكت. ورغم التقارب السياسي بين وارسو وكييف في مواجهة الغزو الروسي، تظل قضية فولهينيا جرحًا مفتوحًا، يُعيد إلى الواجهة توترًا صامتًا في العلاقات الثنائية، ويطرح أسئلة حول كيفية التوفيق بين الذاكرة التاريخية والمصالح الجيوسياسية.
في المقابل لم يُدلِ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأي تصريح رسمي يعترف صراحةً بهذه الصفحة السوداء من تاريخ بلاده، ما أثار خيبة أمل في الأوساط السياسية والشعبية البولندية. ورغم أن زيلينسكي سبق أن عبّر في مناسبات سابقة عن أسفه لسقوط الضحايا الأبرياء، إلا أنه تجنّب استخدام مصطلحات مثل إبادة جماعية أو توجيه اتهامات مباشرة للجيش القومي الأوكراني (UPA)، وهو ما تطالب به بولندا بشكل واضح كشرط للمصالحة التاريخية. هذا الصمت الأوكراني الرسمي في الذكرى، وغياب الاعتراف الكامل، عمّق الفجوة في الذاكرة المشتركة بين البلدين، رغم التعاون الكبير بينهما في سياق الحرب ضد روسيا.