تعيش أوروبا الشرقية يومًا انتخابيًا حاسمًا، يوم الأحد 18 ماي 2025، حيث يتوجه الناخبون في كل من رومانيا وبولندا إلى صناديق الاقتراع لاختيار رؤساء جدد للبلدين، وسط أجواء سياسية مشحونة وتحديات أمنية متزايدة.
وفي رومانيا، تُعد الانتخابات الرئاسية اختبارًا مفصليًا بين التوجه الأوروبي المعتدل وصعود الخطاب اليميني المتطرف، ما يجعل نتائجها محورية لمستقبل البلاد داخل الاتحاد الأوروبي. أما في بولندا، فيخوض المواطنون الجولة الأولى من انتخابات رئاسية تهيمن عليها المخاوف من تداعيات الحرب في أوكرانيا، في ظل تصاعد التوترات الأمنية على الحدود الشرقية، مما يضفي على الاستحقاق طابعًا جيوسياسيًا يتجاوز البعد الداخلي. في رومانيا، يتنافس المرشح القومي المتطرف جورج سيميون، الذي حصل على 41% من الأصوات في الجولة الأولى، مع عمدة بوخارست الوسطي نيكوشور دان، الذي حصل على 21% من الأصوات. وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تقارب كبير بين المرشحين، مما يجعل النتيجة غير محسومة. ويعرف سيميون، بمواقفه الشعبوية وانتقاده للاتحاد الأوروبي، وقد وعد بتعيين كالن جورجيسكو، الذي تم استبعاده سابقًا بسبب مزاعم تدخل روسي، كرئيس للوزراء.
في المقابل، يدعو دان إلى تعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، ويأمل أن يسهم الإقبال الكبير، خاصة من الجالية الرومانية في الخارج، في ترجيح كفته. أما في بولندا، تُجرى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، حيث يتصدر السباق عمدة وارسو رافاو تشاسكوفسكي، المدعوم من الائتلاف المدني الحاكم، بنسبة تأييد تقارب 30%، يليه المؤرخ المحافظ كارول نافروتسكي، المدعوم من حزب القانون والعدالة، بنسبة تأييد في منتصف العشرينات. وتشاسكوفسكي يسعى إلى تعزيز التوجه الأوروبي لبولندا، بينما يروج نافروتسكي لعلاقاته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع التركيز على القيم التقليدية. من المتوقع أن تُجرى جولة إعادة في 1 جويلية، نظرًا لعدم توقع حصول أي مرشح على أكثر من 50% من الأصوات في الجولة الأولى. وتُعد هذه الانتخابات في رومانيا وبولندا مفصلية، حيث ستحدد مسار البلدين بين تعزيز التوجه الأوروبي أو الانجراف نحو القومية والشعبوية.