في رسالة إنسانية انطلقت من تونس وتصعيد خطير ضد الجهود الإنسانية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، تعرضت سفينة المساعدات الإنسانية الضمير، التابعة لائتلاف أسطول الحرية، لهجوم بطائرات مسيّرة في المياه الدولية قبالة سواحل مالطا، في الساعات الأولى من صباح الجمعة 2 ماي 2025.
وأسفر الهجوم عن اندلاع حريق وأضرار جسيمة في هيكل السفينة، دون وقوع إصابات بين أفراد الطاقم والركاب. السفينة، التي انطلقت من ميناء بنزرت التونسي يوم الثلاثاء 29 أفريل 2025، كانت تحمل على متنها 16 شخصًا، بينهم 12 فردًا من الطاقم و4 نشطاء مدنيين من جنسيات مختلفة. كانت السفينة متجهة إلى قطاع غزة لتقديم مساعدات إنسانية وكسر الحصار المفروض عليه. وقد أطلقت السفينة نداء استغاثة استجابت له السلطات المالطية والإيطالية، حيث تم إرسال قاطرة بحرية للمساعدة في السيطرة على الحريق وتأمين السفينة. واتهم منظمو الرحلة إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم، مستندين إلى تهديدات سابقة وسوابق مشابهة، مثل الهجوم القاتل على أسطول الحرية عام 2010. إلا أن إسرائيل لم تصدر أي تعليق رسمي حتى الآن.
من جهتها، أدانت تركيا الهجوم بشدة، خاصة وأن من بين الركاب مواطنين أتراك، وطالبت بمحاسبة المسؤولين عنه. كما يأتي هذا الهجوم في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، حيث حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن الجهود الإنسانية هناك على وشك الانهيار التام، نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر منذ مارس الماضي، والذي يمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية إلى القطاع. وقد وصفت منظمة الصحة العالمية الوضع في غزة بأنه مروع، معربةً عن غضبها من التقاعس عن مساعدة سكانها. وتتجدد الأزمة الإنسانية والتحديات الجسيمة على الأرض، في وقت يواجه فيه الشعب الفلسطيني تهديدات متعددة، ما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لضمان وصول المساعدات وحماية العاملين في المجال الإنساني.