اختفى النائب الليبي إبراهيم الدرسي، عضو مجلس النواب عن مدينة بنغازي، منذ يوم 18 ماي 2024 في ظروف غامضة بعد حضوره عرضًا عسكريًا للجيش الوطني الليبي في قاعدة بنينا الجوية ولقد ظهرت مؤخرا فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي أين يمكن مشاهدته وهو مكبلا بسلاسل حديدية.
وتم تسريب مقطع الفيديو أين يظهر الدرسي محتجزًا في زنزانة، مكبلًا بسلاسل حديدية على مستوى عنقه، وتبدو عليه آثار تعذيب واضحة. في هذا الفيديو، يناشد الدرسي صدام حفتر، نجل القائد العسكري خليفة حفتر، لإطلاق سراحه، متعهدًا بأن يكون داعمًا دائمًا له. هذه المشاهد أثارت موجة غضب واسعة في ليبيا، حيث طالبت حكومة الوحدة الوطنية بفتح تحقيق دولي في الحادثة، محملة المسؤولية للقيادة العامة للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. كما دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى إجراء تحقيق مستقل وشامل في اختفاء الدرسي ومزاعم التعذيب، مؤكدة أن مثل هذه الانتهاكات قد تُشكل جرائم دولية يُمكن مقاضاة مرتكبيها أمام المحكمة الجنائية الدولية. من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية بالحكومة المكلفة من مجلس النواب أن النائب الدرسي مختطف من قبل جهة إجرامية مجهولة تتبع عصابة منظمة، مشيرة إلى أن التحقيقات لا تزال جارية لكشف هوية الجناة.
ومن جانب آخر، تأتي هذه الفضيحة عندما سافر المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، إلى روسيا في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين الطرفين، خاصة في المجالات العسكرية والأمنية، ويحمل معه ملفات لتعزيز التعاون العسكري حيث يلتقي مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، وناقشا سبل تعزيز التعاون العسكري بين روسيا والجيش الوطني الليبي. وتظهر روسيا على أنها تسعى إلى توقيع اتفاقيات لتزويد قوات حفتر بأنظمة دفاع جوي وتدريب الطيارين، مقابل منحها امتيازات تشمل استخدام قواعد جوية وبحرية في ليبيا. كما تسعى روسيا إلى توسيع نفوذها في ليبيا، خاصة بعد إعادة تنظيم مجموعة فاغنر تحت مسمى فيلق إفريقيا، في مهمة للعمل في ليبيا لتعزيز النفوذ الروسي في المنطقة. وتأتي الزيارة أيضا في إطار سعي روسيا لتعزيز دورها في الملف الليبي، خاصة مع تعثر الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار في البلاد اذ تسعى موسكو إلى دعم حفتر كحليف استراتيجي يمكنه تحقيق مصالحها في ليبيا وشمال إفريقيا. حتى الآن، لا توجد معلومات مؤكدة تربط بشكل مباشر بين زيارة المشير خليفة حفتر إلى روسيا وتسريب الفيديو الصادم للنائب الليبي إبراهيم الدرسي. إن توقيت الحدثين يثير تساؤلات حول احتمال وجود علاقة بينهما، خاصة في ظل التوترات السياسية والأمنية في ليبيا. اختفاء الدرسي في 16 ماي 2024 بعد مشاركته في عرض عسكري للجيش الوطني الليبي في بنغازي، وهي منطقة خاضعة لسيطرة قوات حفتر، تسريب الفيديو في أوائل ماي 2025، أين يظهر الدرسي محتجزًا في ظروف قاسية، ويناشد خليفة حفتر ونجله صدام للإفراج عنه، زيارة حفتر إلى روسيا بغاية تعزيز التعاون العسكري والأمني بين الطرفين. ويبدو أن تسريب الفيديو قد يكون محاولة للضغط على حفتر أو لتشويه صورته قبيل زيارته إلى روسيا، خاصة أن الفيديو يُظهر أحد النواب المؤيدين له في وضع مهين. من جهة أخرى، قد يكون التسريب نتيجة لصراعات داخلية بين الفصائل في الشرق الليبي، حيث يسعى كل طرف لتقويض الآخر. حتى الآن، لم تصدر تصريحات رسمية من الجهات المعنية توضح العلاقة بين الحدثين. ويبقى الوضع مفتوحًا على عدة احتمالات، في ظل استمرار الانقسام السياسي والصراع على النفوذ في ليبيا.