استهدف الحوثييون اليمنيين صباح يوم الأحد 4 ماي 2025 مطار بن غوريون الدولي بتل أبيب بصاروخ باليستي في تطور خطير يُنذر بتصعيد إقليمي جديد.
وأدّى الهجوم إلى إصابة ثمانية أشخاص على الأقل مع تعطيل مؤقت لحركة الطيران والقطارات. الصاروخ الذي سقط على تل أبيب من نوع باليستي ويُعتقد أنه من طراز فلسطين 2، أطلق من اليمن وسقط في منطقة قريبة من الطرق المؤدية إلى المطار، متسببًا في حفرة كبيرة وأضرار مادية. وفي خصوص الإصابات فإن ثمانية أشخاص أصيبوا بجروح طفيفة، وتم نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج. كما تعطلت حركة المرور وتوقفت الرحلات الجوية والقطارات مؤقتًا، وأُغلقت الطرق المؤدية إلى المطار بسبب الحطام. ولقد أعلنت قوات الدفاع الإسرائيلية أنها حاولت اعتراض الصاروخ دون جدوى، ورد وزير الدفاع، إسرائيل كاتس، أن من يؤذينا سنرد عليه بسبعة أضعاف. من جانب آخر، أعلن الحوثيون عن مسؤوليتهم في الهجوم، معتبرين أن الهجمة هي رد على استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وحذروا شركات الطيران الدولية من النزول في مطار بن غوريون لأنه أصبح غير آمن. وبوصول هذا الصاروخ على منطقة حيوية من إسرائيل، تفشل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، المعروفة بالقبة الحديدية والأنظمة الأحدث مثل مقلاع داوود، في التصدي للصاروخ الحوثي الذي استهدف منطقة مدنية، ويطرح تساؤلات جدّية حول فاعلية هذا الدرع في مواجهة تهديدات متطورة وبعيدة المدى.
ويعود هذا الفشل الصريح للتصدي للصواريخ الباليستية التي تُطلق من مسافات بعيدة (كالتي من اليمن) على أنها تعتمد على مسارات عالية السرعة والانحدار، مما يصعب على الأنظمة التقليدية مثل القبة الحديدية اعتراضها، خاصة إذا كان الهجوم مباغتًا. والسبب الثاني يرجع إلى توزيع إسرائيل لمنظوماتها الدفاعية التي ترتكز بناءا على تقييمات التهديدات المباشرة، مما يعني أن مناطق وسط إسرائيل قد لا تكون محصّنة بنفس قدر مناطقة غزة أو لبنان أين يتمركز الجيش الإسرائيلي. ومع ازدياد عدد التهديدات من عدة جبهات (غزة، لبنان، سوريا، وربما إيران)، تتعرض كذلك المنظومات الدفاعية الإسرائيلية إلى إرهاق مستمر، مما يقلّص فاعليتها أمام ضربات مفاجئة وبعيدة وأمام تطور ترسانة الحوثيين التي أصبحت تزود الصواريخ بأنظمة توجيه وتقنيات مراوغة، وهو ما يقلّص فرص اعتراضها ويزيد في خطر هذه الهجمات على المدنيين.