عادت الاتفاقيات الإبراهيمية إلى الواجهة مجددًا في عام 2025، بعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منطقة الخليج، حيث دعا المملكة العربية السعودية وسوريا للانضمام إلى هذه الاتفاقيات. وتهدف هذه المبادرة إلى توسيع دائرة التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، وتعزيز التعاون في مجالات متعددة.
منذ توقيعها في عام 2020، شكّلت الاتفاقيات الإبراهيمية تحولًا جذريًا في العلاقات بين بعض الدول العربية وإسرائيل، برعاية الولايات المتحدة الأمريكية. فقد انضمت كل من الإمارات العربية المتحدة، البحرين، السودان، والمغرب إلى هذه المبادرة، التي تهدف إلى إقامة علاقات دبلوماسية كاملة وتعزيز التعاون في مختلف المجالات. وفي ماي 2025، جدد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب دعوته للمملكة العربية السعودية للانضمام إلى الاتفاقيات، معتبرًا ذلك خطوة مهمة نحو تحقيق السلام والازدهار في الشرق الأوسط. كما أعلن عن رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا بعد لقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع، الذي أبدى استعداده للانضمام إلى الاتفاقيات وتقليص النفوذ الإيراني في بلاده. ولقد قوبلت الاتفاقات الإبراهيمية بترحيب من بعض الدول والمنظمات، بينما اعتبرتها جهات أخرى، مثل السلطة الفلسطينية وإيران وتركيا، خيانة للقضية الفلسطينية وتجاوزًا للمبادرة العربية للسلام. وعلى الرغم من التحديات، لا تزال الاتفاقيات قائمة، مع استمرار الجهود لتوسيع نطاقها وتشجيع المزيد من الدول على الانضمام إليها. وتؤثر الاتفاقيات الإبراهيمية بشكل كبير على العلاقات الإقليمية في الشرق الأوسط وعلى مسار القضية الفلسطينية، وقد أثارت جدلاً واسعاً حول أهدافها وتبعاتها لأن تتضمن مجموعة من البنود تهدف إلى تطبيع العلاقات وتعزيز التعاون مع إسرائيل في مختلف المجالات.
ومن أبرزها تطبيع العلاقات الدبلوماسية بإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، بما في ذلك تبادل السفراء وفتح السفارات، والتعاون الاقتصادي والتجاري الذي ترمي إلى تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد، التجارة، السياحة، والاستثمار، مع التركيز على الابتكار والتكنولوجيا، التعاون الأمني والعسكري بما في ذلك تبادل المعلومات والتدريبات المشتركة، الاحترام المتبادل للسيادة وتعليق خطط الضم الإسرائيلية. ومن جهة أخرى، ساهمت هذه الاتفاقية إلى تعزيز التحالفات ضد إيران في تقارب أمني واقتصادي أعاد تشكيل ميزان القوى في المنطقة. كما ساهمت أيضا إلى توسيع التعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين إسرائيل والدول الموقعة، مما عزز من الروابط الثنائية والإقليمية. وساهمت كذلك في استعداد الدول العربية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل دون ربط ذلك بحل القضية الفلسطينية، مما يعكس تحولاً في السياسات الإقليمية التقليدية. وبوضع هذه الوثيقة حيز التنفيذ تتراجع مركزية القضية الفلسطينية مع تهميشها، اذ لم تعد شرطاً أساسياً لتطبيع العلاقات مع إسرائيل وتزيد في إضعاف الموقف الفلسطيني في التفاوض. وتبقى الاتفاقيات الإبراهيمية، إلى اليوم، محور نقاش حول فعاليتها وقدرتها على تحقيق السلام الشامل. بينما يرى البعض أنها خطوة نحو الاستقرار، يعتبرها آخرون تجاوزاً للحقوق الفلسطينية.