تستعد روسيا بشكل مكثف للاحتفال بالذكرى الثمانين للنصر في الحرب الوطنية العظمى، من خلال تنظيم عرض عسكري ضخم في الساحة الحمراء بموسكو في 9 ماي 2025. تُعد هذه المناسبة من أبرز الأحداث الوطنية في روسيا، حيث تُعرض فيها القدرات العسكرية وتُكرم فيها التضحيات التي قُدمت خلال الحرب العالمية الثانية.
وتشهد موسكو وعدة مدن روسية أخرى هذه الأيام تدريبات يومية ومكثفة استعدادًا للعرض، حيث تشارك وحدات من الجيش الروسي، بما في ذلك الدبابات والمدرعات وأنظمة الدفاع الجوي، في هذه التدريبات. وعُرضت معدات عسكرية حديثة، مثل نظام الدفاع الجوي S-400، خلال هذه البروفات. ومن اللافت أن العرض سيشهد مشاركة جنود من دول صديقة، مثل فيتنام، حيث أُرسل 86 جنديًا من الجيش الفيتنامي للمشاركة في العرض. وفي ظل التوترات المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، أعلنت روسيا عن وقف إطلاق نار أحادي الجانب من 7 إلى 10 ماي، بمناسبة عيد النصر، إلا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفض هذا العرض، معتبرًا على أنها مسرحية داعيًا إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد لا يقل عن 30 يومًا.
وقد أعربت روسيا عن قلقها من تهديدات محتملة قد تستهدف العرض، خاصة مع إعلان زيلينسكي أن كييف لا يمكنها ضمان سلامة الضيوف الأجانب الذين سيحضرون العرض العسكري في موسكو. ومن المتوقع أن يحضر العرض العسكري عدد من القادة والزعماء الدوليين، حيث أعلنت 19 دولة ومنطقة عن مشاركتها في الاحتفالات. كما وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعوة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لحضور العرض. ويُعد عرض 9 ماي 2025 مناسبة هامة لروسيا لتكريم تاريخها العسكري وإظهار قوتها العسكرية، إلا أن التحديات الأمنية والتوترات الجيوسياسية المحيطة بالحدث تضفي عليه طابعًا خاصًا هذا العام، مما يجعل الأنظار تتجه إلى موسكو لمتابعة هذا الحدث البارز.